قبل أن أخوض في تفاصيل ماهيةِ الرومانسية و لغاتها الحقيقية في السابق والراهن من الوقت ، آثرني سؤال
في مخيلتي القاصرة للذكور و فئات الشباب / فهل تعرفون "الرومانسية" ؟! .. البعض منهم أدلى بإجابات سطحية جداً .. حقاً أشعرتني بالصدمة!
و لندخل في عمق المعنى لهذا المصطلح - اللاتيني المحض - الذي لم يكن في اللغة العربية فضلاً عن آدابها
و تقاليدها و أعرافها النحوية و اللغوية على حدٍ سواء .. فالرومانسية ( فن ) و مذهباً مُبتدعاً في المذهب
الكلاسيكي للتخلص من الآداب و القيود التقليدية في عصرٍ أدبي ضمن العصور الأوروبية التي إنقضت قديماً في الأدب اللاتيني القديم ..
مؤكد ، أن الكثير منا لا يكاد يفهم هذه الأحداث الأدبية الموغلة في التاريخ الأدبي في أوروبا .. لكنما البعض وما أكثرهم - يفهمون الرومانسية على أنها مجرد عدد من "الشموع" المشتعلة في حجرةٍ مظلمة يتوغل إليها
الهدوء و السكون من كل إتجاه! .. و لو أنني وجدتُ أحد أصدقائي أو أخوتي يمكث ساعة واحدةٍ فقط في مثل
هذه الحجرة لوصفته / بالمريض النفسي .. و ليسَ بالرومانسي!! ، بل سأعطيه كافة أرقام التواصل مع أحد
مستشفيات الصحةِ النفسية للخروج من هذا الحال الكئيب الذي لا يُعبر عن شيء سوى أنه يشبه تماماً في الأدب اللاتيني القديم ..
مرضى "التوحد" (!)
في الأدب اللاتيني القديم .. يظنُّ البعض من كتاب الخواطر و الشعر ، أنهم رومانسيون! ، ذلك لمجاراتهم مع مجرى الأدب العربي تحديداً ..
بينما نجد بعض الشعراء لا يزال يتشبث بتقاليده الإجتماعية في إطار حياته الخاصة ، تجده بدوياً مثلاً يغازل
الإبل! ، أو من قبيلةٍ ما ، يمتدح أجداده و آبائه و عشيرتهِ و إذا كتبَ نصاً شعرياً في المرأة ، ظنَّ أنه / روميو زمانه!
فيما هو بعيد عن الحب أصلاً وربما لا يجيد التعامل مع حالات الحب و العشق و الغرام!
الرومانسية فن عظيم ،،
و أدب من الآداب الجميلة في الحب - العذري - المبتعد كثيراً عن الشهوانية ..
مراده التخلص من قيود و تقاليد الحياة عموماً إن كنا أردنا أن نترجم هذه الأحاسيس
في واقعنا و أفعالنا و تصرفاتنا ..!
المرأة - الزوجة - تتمنى عشقاً رومانسياً يحتوي مشاعرها و عاطفتها .. يخلق منها جنوناً
لا يضاهيه أي جنون! .. و الرجل - الزوج - الذي يعرف قيمة زوجته أولاً ، عليه أن يحقق أمنيتها
العاطفية - البسيطة - المتمثلة في أحاسيسها الأنثوية ..
عليك أيها "الذكر" أن تكون الإبداع في عيون هذه "الأنثى" ، إن كتبت نثراً أو شعراً ، فحلق بها
إلى عنان السماء! و لتنسيها ذاتها بعدما تتهادى إلى أسماعك و صرخاتك و جنونك و تخلصكَ من
القيود الذاتية و التقليدية التي حبستك حتى عن حب زوجتك مثلما تريد أنت .. ( لا كما يُريد الآخرون! )
فكر قبل أن تخطب ود زوجتك ، أن تخطب هيَ مشاعرك ..
ستكون الحياة فيما بينكما ، كما لو أنكما في كوكبٍ وردي